فهذه الحادثة وإن نقدها بعض رجال الحديث إلا أن الرجال الموثوق بهم حكموا بصحتها. [1] وهناك أمثلة كثيرة، ولا ضرورة لنا في إسهاب الكلام.
ونقول أيضاً: قد التقى الألوف من أمثال عبد القادر الجيلي من الأقطاب والأصفياء الذين تنوروا بنور النبوة وتربوا بتعاليمه واقتفوا أثره بالملائكة والجن وتكلموا معهم وهي في قوة مائة تواتر وموفورة مبتذلة.
نعم، التقاء الأمة المحمدية بالملائكة والجن وتكلمهم معهم إن هو إلا أثر من آثار التربية النبوية وهدايته الخارقة.
الشعبة الثالثة: في عصمة الله تعالى له الباهرة.. والآية الجليلة ﴿وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ تدل على معجزات كثيرة.
نعم، لما أعلن النبي نبوته ما كان يتحدى طائفة أو قوماً أو بعضاً من رجال السياسة أو ديناً فقط؛ بل إنما تحدى الملوك، ورجال الأديان جميعها وحده من غير ناصر ومعين. حتى إن عمه وقومه كانوا له أعداء، ولكنه مع ذلك ظل مدة ثلاث وعشرين سنة من غير حارس وظل معروضاً لكثير من المهالك والمخاطر. لذلك أن عيشه بكل سعادة واطمئنان إلى أن التقى بالملأ الأعلى ليدل دلالة باهرة على مدى ما تفيده آية ﴿وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ من الحقيقة القوية وعلى ما تستند إليه من النقطة المتينة.
ونحن نذكر هنا على سبيل المثال بعض الأمثلة التي لا شك في وقوعها:
_______________
[1] - السيوطي، اللآلي المصنوعة: 1/174-177