الثانية: هو رؤية المؤمنين لهم وتكلمهم معهم بما حازوه من شرف الانتساب له. وقد روى البخاري ومسلم وأئمة الحديث بالاتفاق أنه جاء مرة الملك -أﻱ جبرائيل- في صورة إنسان عليه ثياب شديد بياضها جاء إلى النبي r وهو في محفل من أصحابه فقال: ما الإسلام؟ وما الإيمان؟ وما الإحسان؟ فعرفها الرسول r فتلقت الصحابة درسها ورأت ذلك الشخص وكان ذلك الرجل في صورة المسافر ولكنه كان لا يرى عليه أثر السفر، ثم ذهب وغاب من ساعته. ثم قال r: «إنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم».[1]
وقد روى أئمة الحديث برواية صحيحة مقطوع بها وفي درجة التواتر المعنوي أن الصحابة كثيراً ما كانوا يرون جبرائيل عند النبي r في صورة دحية الكلبي صاحب الحسن والجمال.[2]
ومنهم عمر وابن عباس وأسامة بن زيد وحارث وعائشة الصديقة وأم سلمة، فهم يقولون: إنا رأينا جبرائيل عند النبي r في صورة دحية الكلبي في كثير من الأحيان.. فهل من الممكن أن يقول هؤلاء من غير رؤية ذلك: رأينا.
وقد روي بإسناد صحيح قطعي أن سعد بن أبي وقاص -أحد العشرة المبشرة وفاتح الفرس- أخبر أننا رأينا في وقعة اُحُد الرسول r وعن يمينه وشماله جبريل وميكائيل في صورة رجلين عليهما ثياب بيض.[3] فإذا قال أحد أبطال الإسلام: رأينا ذلك! فهل يمكن الخلف فيه.
____________________
[1] - صحيح البخاري، ايمان: 37 ، تفسير: 31 ، صحيح مسلم، ايمان: 1 ،5 ،7[2] - صحيح البخاري، مناقب: 25 ، صحيح مسلم: فضائل الصحابة: 100[3] - صحيح البخاري، مغازي: 18 ، لباس: 24 ، صحيح مسلم، فضائل: 10/46 الترمذي، أدب: 76