الأول: من أمثلة تكلم الموتى. روى الإمام الحسن البصري الذي هو إمام علماء الظاهر والباطن في دور التابعين وتلميذ صادق للإمام علي t أنه جاء إلى النبي r رجل باكياً فذكر أن بنتاً له ماتت في هذا الوادي القريب طرحها هناك. فانطلق معه إلى الوادي وناداها باسمها يا فلانة اجيبي بإذن الله فخرجت وهي تقول: لبيك وسعديك. فقال لها: إن أبويك قد أسلما فإن أحببت أن أردك عليهما، قالت: لا حاجة لي فيهما وجدت الله خيراً منهما.[1]
الثاني: روى الإمام البيهقي والإمام ابن عدي عن أنس بن مالك أن شاباً من الأنصار توفي وله أم عجوز عمياء فسجيناه وعزيناها، فقالت: مات ابني، قلنا: نعم!. قالت: اللهم إن كنت تعلم أني هاجرت إليك وإلى رسولك رجاء أن تعينني على كل شدة فلا تحملني على هذه المصيبة. فما برحنا أن كشف الثوب عن وجهه، فطعم وطعمنا.[2]
وقد أشار الإمام البصيري في قصيدة البردة إلى هذه الحادثة العجيبة بقوله:
لو ناسبت قدره آياته عظما * أحيى اسمه حين يدعي دارس الرمم
الثالث:روى الإمام البيهقي وغيره من الرواة عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري يقول: كنت فيمن دفن ثابت بن قيس بن شماس وكان قتل باليمامة فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول
___________________
[1] - القاضي عياض، الشفاء: 1/320 ، علي القارئ، شرح الشفاء: 1/648[2] - البيهقي، دلائل النبوة: 6/50 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/279-280