Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وإذاما فارق نور الرسالة المحمدية عن الكون لمات، ولو غاب القرآن من الدنيا لجنت جنونها، ولغاب شعور الكرة الأرضية وزال عقلها، ولاصطدمت بسبب ذلك بسيارة من سيارات الفضاء ولقامت القيامة.

وأيضاً، إن الحياة تشكل دليلاً للإيمان بالقدر وترمز إليه، حيث إن هذه الحياة كما تكون ضياء لعالم الشهادة يحيط به من كل نواحيه، ونتيجة وغاية لوجوده، وأكبر مرآة لخالق الكون، وأتم أنموذج وفهرستة للإجراآت الربانية لها. فكذلك تستلزم نظام عالم الغيب، أي المخلوقات التي ذهبت إلى جناح الماضي والتي هي مطوية في طيات الاستقبال، تستلزم نظامها وانتظامها اللذين هما بمثابة الحياة لها. وإنها معلومة ومشهودة ومتهيأة للأوامر التكوينية.

مثلاً، إن بذر الشجر وجذوره، ونواة الثمر في طياتها نوع من الحياة أشبه بحياة الشجر، بل تحمل من قوانين الحياة ما هو ألطف وأدق من قوانين حياتها.

وكما إن ما خلفه الخريف الماضي من البذور والجذور، وما سيخلفه هذا الربيع بعد إدباره من البذور والجذور يحمل في طياته من الحياة ما يحمله هذا الربيع ويقتضي آثار قوانينه، فكذلك لكل من أغصان شجرة الكائنات وفروعها ماض ومستقبل وسلسلة مؤلفة من أطوارها وأوضاعها الماضية والمستقبلة، والأطوار المختلفة لكل نوع وفرد، ووجودهما في العلم الأزلي، تشكل سلسلة من الوجود العلمي، تشبه الوجود الخارجي، في أنها مظهر لتجليات الحياة العمومية، تتخذ مقاديرها من ألواح القدر الحية. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat