Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 يخضعون لأوامره ويحببون أنفسهم إليه بالانقياد له، وجعلهم أوداءا مخاطبين له، وأكرمهم بالمعجزات والتوفيقات الإلهية، كما جعل أعدائه معرضين لضربات سماوية.

واصطفى من بين هذه الأوداء المحبوبين محمداً عليه الصلاة والسلام فجعله إماماً لهم، ومداراً لعزهم. فنور به نصف الكرة الأرضية وخمس نوع البشر طيلة العصور الماضية. له خلق الكون، وبيّن به وبما أتى به من الدين والقرآن غايته، أضف إلى ذلك أنه لم يمنح لهذا الإنسان ما يجدر به إزاء خدماته هذه، من الأجور القيمة التي تدوم معه ملايين السنين، سوى مدة قصيرة من الزمن وهي ما يقارب ثلاثاً وستين سنة مملوءة بالمصائب والمشقات. فهل من الممكن أن لا يبعث هذا المحبوب الكريم مع أمثاله وأصدقائه وأن لا يكون الآن حياً بروحه، وأن يفنى إلى الأبد؟ تعالى الله عن ذلك.

نعم، إن الكون مع حقائقه يريد بعثه ويطلب حياته من صاحب الكون. وقد أثبتت الرسالة المسماة (بالآية الكبرى) التي تحتوي على ثلاثة وثلاثين برهانا، بأن مبدع الكائنات كلها واحد وهي ملك له تعلن وحدته وأحديته التي هي محور الكمالات الإلهية، وتظهر بمظهر الخادم والعامل له. وبوجود الآخرة تنجو كمالاته من السقوط، وعدالته المطلقة من الغدر المطلق الذي هو في طور المستهزئ، وحكمته المطلقة من العبث والسفه، وعزته قدرته من ذلة العجز. وكما إن دلائل أركان الإيمان الثلاثة التي مر ذكرها، تشهد على الحشر وتدل عليه فكذلك هذان الركنان المذكوران بقوله: «وبملائكته، وبالقدر خيره وشره من الله تعالى» يستلزمان الحشر ويشهدان على العالم الباقي، ويدلان عليه.. وذلك: 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat