Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 حتى انه ليجلب نظر رب الكائنات، ويكشف عن صنعة صانع العالم صنعته المعجزة وينظمها ولهذه الغاية يترك يعيش في الدنيا مع ماله من المساوئ والمعاصي والكفر ويمهله، ويوفّقه في كثير من أعماله..

وإذا كان المتصرف القوي الحكيم الرحيم يجعل الأرض خزانة لأنواع المعادن التي يحتاجها الإنسان، ومطعماً يوجد فيها كل أنواع الطعام، وحانوتاً يحتوي على كل ما يريده الإنسان من مختلف الأموال، ويضعها تحت إمرة هذا الإنسان الضعيف العاجز خلقة، الذي لا ينتهي احتياجه وفقره، ويراعيه ويربيه ويؤتيه ما يريد.

وإذا كان هذا الرب يحب الإنسان ويحبب إليه نفسه، وكان باقياً له عالم خالد، يفعل ما يفعل بالعدالة والحكمة.

وإذا كان حشمة ذلك الحاكم الأزلي وسلطنته وحاكميته الدائمة لم تأخذ مكانها في هذه الحياة القصيرة وفي هذه الأرض الفانية. فيرتكب كثيراً من الناس ما ينافي نظام الكائنات وعدالتها وموازنتها وجمالها من المظالم والمعاصي، ويخون من أفاض عليه النعم ورباه برأفته ورحمته، وينكر عليه إحسانه ويكفر به.. ثم يعيش بعد ذلك هذا الظالم الغادر في هذه الدنيا مرفهاً سعيداً لا ينتابه أي شيء، ويقضي المظلوم طول حياته في المشقات والمصائب، فمن البديهي أن موت هذا الظالم الغادر والمظلوم البائس على السواء من غير رجعة، مناف للعدالة المطلقة التي تترائى آثارها في الكون، لا تتحملها بتاتاً.

وإن الله تبارك وتعالى اصطفى هذه الأرض من الكائنات، والإنسان من الأرض، وجعل له منصب الخلافة وأولاه أهمية كبرى، كما اصطفى من بين بني الإنسان الأنبياء والأولياء والأصفياء الذين يخضعون 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat