Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 له الرحمة الشاملة الكلية. فلابد من وجود حياة باقية، تنقذ ذلك الإنعام من الاستهزاء، والإحسان من الخدعة، والعناية من العداوة، والرحمة من العذاب، واللطف والكرم من الإهانة. وتجعل الإحسان إحساناً والنعمة نعمة.

واذا خط قلم القدرة أمام أعيننا في فصل الربيع على صحيفة الأرض الضيقة من غير خطأ ولا نصب ما ينوف على مائة ألف كتاب، وكان يعد صاحب ذلك القلم مائة ألف مرة بأنه سيخط كتاباً فناناً خالداً في صحيفة أوسع من هذه الصحيفة -التي يكتب عليها كتب الربيع المتداخلة المتشاكسة- ويفتح أمام أعينهم بعد هذا ويكرره في جميع مراسمه، ولا شك أنه قد كتب نسخة ذلك الكتاب الأول وستكتب عليه الحواشي، وستعلق عليه التعليقات بالحشر والنشر. وسيكتب هناك ما يعمله العاملون.

وإذا كانت هذه الأرض مسكناً لهذه الموجودات وذوي الحياة والأرواح المتنوعة المتغيّرة، ومنشأ ومصنعاً ومعرضاً ومحشراً لها، وكانت لها أهمية كبرى، تشكل قلب الكون ومركزه وخلاصته وقطبه الذي يدور عليه، فجعلت صنواً للسموات مع صغرها، حيث يقال غير مرة واحدة: ﴿رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ (الصافات: 5) واذا كان الإنسان يحكم على هذه الأرض ويتصرف في جلّ مخلوقاتها، ويسخر له أكثر ذوي الحياة، وينظم أكثر مصنوعاته حسب هندسة احتياجها الفطري، ودساتير افتقارها بأسلوب خلاب، ويزين أنواعها الغريبة البديعة في مختلف الأماكن، فيجمعها هنا وهناك، ويجلب إليها ليس أنظار الإنس والجن فحسب، بل وأنظار سكان السموات ومن في الكائنات وإعجابهم

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat