Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 واحد من الناس هي دنياه الصغيرة. وروح البيت والحياة العائلية وسعادتهم هو الاحترام الحقيقي المتبادل بين الأطراف، وإنما يكون هذا بوجود ارتباط وثيق بين الآباء والابناء والأخوان في ظل الإيمان بحياة خالدة، والعيش معا في ظروف لا نهاية لها ولا حدود. فيقول على سبيل المثال: صاحبتي هذه، هي صاحبتي في عالم الأبد وفي الحياة الباقية. والآن وإن شاخت وصارت قبيحة المنظر، إلا أنه لا ضير في ذلك. فإن لها جمالاً أبدياً سيأتي. وسأضحي بكل شيء، وأصنع كل جميل في سبيل تلك الحياة التي سنعيشها معا عيشة الأبد. فيقابل زوجته الشائخة بالود والشفقة والرحمة. كما يقابل حورية من حور الجنة. والاّ لأدت الصحبة الصورية التي تستغرق مدة قصيرة من الزمن التي يعقبها فراق إلى الأبد، إلى رقة جنسية، ورحمة مجازية، واحترام مصطنع -كما هو الوضع في العجماوات- ولغلبت المنافع الأخرى والميول إلى الحيوانية ذلك الاحترام المتبادل والرحمة، ولجعلت جنة هذه الدنيا ناراً.

فمن مئات نتائج الإيمان بالحشر هذه النتيجة التي تعود إلى الحياة الاجتماعية وتتعلق بها. ولهذه النتيجة مئات الفوائد، منها هذه الأربعة المذكورة آنفاً. واذاما قيس سائر الفوائد عليها، لعلم بأن وقوع حقيقة الحشر أمر لا ريب، كما لا ريب في وجود حقيقة الانسان السامية وحاجته المطلقة. حتى إن وقوع حقيقة الحشر أكثر تبارزاً ووضوحاً من وضوح دلالة وجود حاجة المعدة على وجود الطعام والغذاء.

وإذا فقدت نتائج حقيقة الحشر مكانها في الإنسان، لعادت ماهيته التي هي ذات أهمية وقيمة عالية، إلى جيفة نجسة مباءة للجراثيم والميكروبات. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat