Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 ولولا هذا التصور لأدهش أنظارهم الحزينة ولهالهم موت الصغار والكبار الذي يقع في كل حين وآن. ولفت ساعد مقاومتهم وقلب أوضاعهم، ولأثار عليهم البكاء بكل لطائفهم بعيونهم بأرواحهم وقلوبهم وعقولهم. فيكون سبباً لفنائهم أو لشقاوتهم وتعاستهم.

الدليل الثاني: إن الشيوخ الذين يشكلون جزءاً هاماً من البشر، إنما يصبرون أمام هذا القبر الذي اقتربوا إلى حافته، وأمام انطفاء شعلة الحياة التي هم مرتبطون بها أشد ارتباط. وانسداد باب هذه الدنيا الحلوة، إنما يصبر هؤلاء الشيوخ الذين عادوا كالصبيان، تتأثر أرواحهم بالألم والدهشة واليأس الناشئة من الموت والفراق بما ثبت في قلوبهم من الإيمان باليوم الآخر وبما يحلمون به من الحياة الخالدة. ولولا هذا لأحس هؤلاء الشيوخ الذين تجدر بهم الشفقة، والذين هم في حاجة ماسة إلى السكينة والهدوء والاطمئنان، لأحس هؤلاء الآباء والأمهات الخائفون بقلق واضطراب روحي شديد. ولعادت الدنيا عليهم حبساً قاتماً، والحياة عذاباً قاسياً.

الدليل الثالث: إن العقبة الكؤد أمام الشبان الذين هم محور الحياة الاجتماعية، أمام ميولهم وأهوائهم الجارفة وطغيانهم ومظالمهم، إن هو إلا الإيمان بالنار، أضف إلى ذلك بأنه العامل الوحيد الذي ينظم مجرى الحياة الاجتماعية. ولولا مخاوف النار لجعل الشبان الذين هم أشبه بالسكارى، في سبيل اهوائهم ومطامعهم الشهوية هذه الدنيا ناراً تشتعل على العجزة والضعفة، ولحوّلوا الانسانية السامية إلى حيوانية سافلة.

الدليل الرابع: إن المركز الجامع والزنبرك الأصيل للحياة الدنيوية لنوع البشر، هو الحياة العائلية. فهي جنة هذه الدنيا وحصنها. وبيت كل 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat