Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 الشجرة، ولكل زهرة[1] هي كلمة الحكمة معنى عظيم عظم زهور الشجرة. ولكل ثمرة هي صنعة خارقة ورحمة منظومة حكم بمقدار ثمار الشجرة. وإن كونها رزقاً لنا فهي حكمة واحدة من ألوف حكمها. تنتهي مهمتها وتؤ دي مغزاها وتموت، وتدفن في معدتنا.

فإذا كانت هذه الأشاء الفانية ستعطي ثماراً خالدة في مكان غير هذا المكان وصوراً مستمرة، وتفيد من ناحية أخرى معانى أبدية وتسبيحات سرمدية والإنسان ينظر إليها من هذه الناحية، وبها يكون إنساناً حقاً، ويرى في هذه الدنيا الفانية سبيلاً إلى البقاء والخلود، فلابد من أن يكون لهذه الموجودات التي تتقلب بين الموت والحياة، والتي تجتمع وتتفرق غاية أخرى.

مثلاً، كما تنفق نفقة باهظة في سبيل تحشدات عسكرية وتفرقها حتى تصور صورها، وترى في شاشة السينما حينا بعد حين: فكذلك الغاية من الانتقال إلى الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية في هذه الدنيا القصيرة الأمد، هو أن تصور صورها وتؤخذ نتيجة أعمالها، وتحفظ حتى يحاسب عليها في ذلك المجمع الأكبر، وترى في المحشر العظيم. وحتى يتبين أنها مستعدة للسعادة العظمى. والحديث النبوي الشريف: «الدنيا مزرعة الآخرة» يومئ إلى هذه الحقيقة.

وإذا كانت هذه الدنيا موجودة تتراءى في آثارها «الحكمة والعناية والرحمة والعدالة» فلابد من أن تكون الآخرة موجودة مثلها من غير شك وشبهة.

_________________________________________________

[1] - سؤال: فإن قيل: لم تأتي في اكثر الأحيان بأمثلة من الزهور والبذور والثمار؟ الجواب: لأنها أبدع معجزات القدرة واغربها وألطفها، وان أهل الطبيعة والضلالة والفلسفة لما لم يقرأوا ما كتبه قلم القدر والقدرة عليها من السطور الدقيقة غرقوا فيها ووقعوا في أوحال الطبيعة. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat