Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 ومملكة باقية غير هذه المملكة، يستخدمنا لأجلها، ويدعوننا إليها. وتشهد جميع ذوي الأرواح النيرة وأقطاب القلوب والعقول المنورة التي نفذت من الظاهر إلى الباطن، وتشرفت بالقرب إلى حضور رب العالمين، على أنه هيأ دار الثواب والعقاب، وتخبر عن وعيد وتهديد شديد، وخلف الوعد ذلة لا يليق بأي حال من الأحوال بجلاله تعالى هذا. وهو إما نابع من العفو[1] أو من العجز.. والواقع أن الكفر جناية مطلقة لا تتحمل العفو. كما أن القدير المطلق منـزه عن العجز والعي. والأشهاد مع اختلاف مشاربهم ومذاهبهم اتفقوا على أسس هذه القضية وهم قد بلغوا حد التواتر، وحازو قوة الإجماع.. أضف إلى ذلك أن رتبتهم عالية حيث هم نجوم بني آدم وعيون الملل والنحل، ولهم شأن رفيع في هذا المضمار.. فهم خصيصون فيه لا يصعب عليهم إثبات ما ادعوه. وخصيصون في أي علم أو صنعة، أثقل في الميزان من غيرهم، وإن بلغوا الألوف.

ومن المعلوم أنه إذا نقل خبيران خبرا، فهما أصدق مقالاً من الذين ينفونه وإن كانوا ألوفاً. مثلاً إذا أخبر شخصان عن رؤية هلال رمضان، وأنكره ألوف الناس فخبر ذينك الشخصين يجعل إنكارهم بمثابة عدمه.

ونتيجة القول؛ أنه لا يوجد في الدنيا قول أصدق من هذا القول، ودعوى أقوى من هذه الدعوى، وحقيقة أبرز من هذه الحقيقة. فلا ريب أن الدنيا مزرعة، والحشر بيدر، وأن الجنة والنار خزانة.

__________________________________

[1] - نعم، ان الكفر يستنـزل بقيمة الموجودات ويتهمها بالعبث فهو تحقير للكون وجحود لتجلي الأسماء في مرآة الموجودات وتزييف لها، اي للاسماء الالهية، ورد لشهادة الموجودات التي تشهد بالوحدانية وتكذيب لها. فيفسد بذلك استعداد الانسان بحيث لا يمكن ان يقبل الخير والصلاح وهو ظلم عظيم حيث انه تجاوز لحقوق عامة المخلوقات وللاسماء الآلهية. فيقتضي ذلك ان لا يغفر بتاتا.وهذا ما تفيده هذه الآية: ﴿اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat