Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 المولى القدير إذا كان يدير الكرة الأرضية كحجر المقلاع، فلابد من أن لا يتسائل في شأنه، ويقال كيف يزيل الأرض التي هي عثرة في سبيل الذين يذهبون إلى دار الآخرة أو يحعلها دكاء.

وأيضاً إن الخالق ذا الجلال أبدع جيوش ذوي الحياة وأسكن ذراتهم في طوابير الأجساد وبناها بها بأمر ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ فهل ينبغي أن يقال كيف يجمع بصيحة واحدة ذرات طابور الجسد وأجزائه الأصلية التي تعارفت من قبل بدخولها تحت النظام.

وأيضاً إنك ترى ما يشبه الحشر في الربيع من اختلاف الأطوار والعصور والليل والنهار، ومن خلق السحاب في جو الهواء وأفنائه.. فهؤلاء وأمثالها من النقوش أيضاً نماذج للحشر. حتى لو فرضت أنك كنت تعيش قبل ألف سنة وطابقت بين جناحي الزمن الماضي والمستقبل لرأيت نماذج للحشر والقيامة عدد العصور والأيام. وبعد ما شاهدت هذا المقدار من النماذج والأمثلة الدالة على الحشر والقيامة، فإن ذهبت وأنكرت الحشر الجسماني وحسبته بعيداً عن العقل، فأنت نفسك ستعرف مقدار حماقتك التي ترتكبها.

وخلاصة القول؛ إنه لا يوجد أي مانع للحشر، وكل شيء يقتضيه. نعم، إن الذي يحيي هذه الأرض العظيمة ويميتها كأدنى حيوان.. وجعلها مهداً للإنسان والحيوان وسفينة جميلة، وجعل الشمس لها سراجاً وهاجاً، والنجوم طائرات لملائكته لا يمكن ان تستقر وتنحصر ربوبيته هذه، تلك الربوبية الجليلة الخالدة والحاكمية العظيمة المحيطة في هذه الدنيا الفانية التي ليس لها أي قرار ولا أي شأن، والتي هي معروضة للزوال والتغير. ولابد من أن يكون له دار أخرى خالدة ذات قرار تليق شأنه

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat