Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وأكثرها دعاء ويجعله مخاطباً، ويسخر له كل شيء ويعتنى به أشد اعتناءٍ.. ثم بعد ذلك لا يأتي بالساعة ولا يحيي هذا الإنسان بعد موته -وهو القدير الرحيم والعالم والحكيم- ولا يقيم محكمة عليا، ولا يخلق الجنة والنار؟ تعالى الله عن ذلك.

نعم، المتصرف في هذا الكون يخلق في كل عصر وفي كل سنة وفي كل يوم في هذه الأرض الضيقة والمؤقتة نماذج للحشر الأكبر ولساحة القيامة، ويلمح إليها بمختلف الإشارات. وإليك بعضاً منها:

نحن نرى في الحشر الذي يقع في فصل الربيع أن الله يحشر مدة ستة أيام ما ينمو على ثلاثمائة ألف من أنواع النباتات والحيوانات من صغير وكبير، ويحيي أصول الأشجار والنباتات ويعيد عين بعض الحيوانات كما يعيد أمثال بعض منها. وهي مع أنه لا فرق بين بذورها بحسب الشكل والمادة، ومع اختلاطها وتشاكسها يميز بينها بكل سرعة وسهولة، ويحييها بأتم نظام وانتظام. يحيي بعضاً منها في مدة ستة أيام وبعضاً منها في ستة أسابيع.

فهل يمكن لمن يخلق مثل هذا، أن يعز عليه شيء، وأن يعجز عن خلق السموات والأرض في مدة ستة أيام، وأن لا يحشر الناس؟. تعالى الله عن ذلك.

فلنفرض أنه هناك كاتب يصنع المعجزات، له كتاب تحتوي كل صحيفة منه على ثلاثمائة ألف كتاب. ولكنه فسدت تلك الكتب أو محيت، ثم بعد ذلك يكتبها كلها في مدة ساعة من الزمن من غير نقص ونسيان. فأذا قال لك أحد: كتابك هذا الذي وقع في الماء، سيؤلفه

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat