الحقيقة الثامنة
باب الوعد والوعيد
وهو من تجليات اسم الجميل والجليل
هل يمكن للعليم المطلق والقدير المطلق الذي أبدع الموجودات، أن يخلف في وعده ووعيده اللذين أخبر بهما تواتراً الأنبياء وشهد لهما بالإجماع الصديقون والأولياء، وأن يظهر عجزه وجهله؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
_______________________________________________________________
نعم، لا يمكن هذا، على أنه لا يعز على قدرته الإتيان بوعده ووعيده وهو عليه هين غير عسير. وكما إن إعادة الموجودات اللامتناهية التي كانت في موسم الربيع السالف، إعادتها من جديد في موسم الربيع القادم بعينها[1] أو مثلها[2] هين يسير، كذلك إعادة الأموات هين يسير. والوفاء بالوعد لازم ضروري لنا ولكل شيء. وتقتضيه حكمته وسلطنة ربوبيته، وخلف الوعد ينافي عزة قدرته واحاطة علمه، فان مصدر خلف الوعد هو الجهل أو العجز.
فيا أيها المنكر! أتدري بفكرك وجحودك هذا، مقدار عظمة الجناية التي ارتكبتها بحماقتك؟ تصدّق وهمك الكاذب وعقلك الهاذي ونفسك الخادعة، وتكذب من ليس له أدنى حاجة إلى الخلف والكذب، ولا يليق هذا بعزته وجلالته. وتشهد كل الأشياء المرئية عياناً على أنه صادق محقّ، فأنت بذلك وانت في أدنى درجة من التفاهة تجني جناية عظيمة، ولا شك أنك تستحقّ بهذا عقاباً كبيراً إلى الأبد.
[1] - كأصول الشجر والنبات2- كالأوراق والثمار