عدميّاً، وإنما هو إطلاق لسراحه[1] بعد أداء مهمته، وتخلية المكان لعوالم أخرى، وتهيئة لعمال جدد، وتنبيه لذوي الإحساس والشعور الذين أنستهم الغفلة مهمتهم وعاقهم السكر عن أداء شكرهم أمام خالقهم.
الأساس الثامن: إنك تعلم أن لمبدع هذا العالم الفاني عوالم سرمدية يسوق عباده إليها، ويحضّهم للعمل لاجلها.
الأساس التاسع: إنك تعلم أن صاحب هذه الرحمة الواسعة، سيمد يد الإحسان إلى عباده المخلصين بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وإننا آمنّا بذلك.
_________________________________________________________
[1] - نعم، لابد من زوال الثمار والزهور والأوراق التي انعقدت على الاشجار، وعلى رؤس الأغصان التي هي من خزائن أرزاق الرحمة لابد من زوالها بعد ما شابت وأدت وظيفتها حتى لا ينسد الباب أمام ما يخلفها. والا لصارت سدا منيعا أمام الرحمة الواسعة وخدمة اخواتها.. وأيضاً إنها ستذوى وتذيل بزوال شبابها. فالربيع وعالم الانسان في كل عصر، والأرض محشر العجائب، كل منها اشبه بشجرة. حتى ان الدنيا أيضاً شجرة بديعة ترسل ثمارها إلى معرض الآخرة.