Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 الدار «دار الضيافة» ووراء هذه الأسواق قصور ومساكن خالدة هي من تجليات تلك السلطنة الأبدية. وخزانات مملوءة تحتوي على أصول هذه النماذج والصور المثالية التي نراها في هذه الدنيا. والسعي في هذه الدنيا إنما هو من أجلها، يستخدم هنا وتؤدي الأجرة هناك. وكل سعيد حسب استعداده. «إن نجا».

نعم، لا يمكن أن تقوم تلك السلطنة السرمدية على هذه الفانيات والزائلات الذليلات. وانظر إلى هذه الحقيقة بمنظار هذا التمثيل. فلنخيل أنك تذهب في طريق على حافته دار ضيافة لرجل مفضال، أنشأها وأنفق على نقوشها ومحاسنها ملايين الدنانير الذهبية، حتى يعرضها مقدار ليلة من الزمن على المسافرين الذين يأتون من هنا وهناك. ولم يتمكن لهم أن ينظروا إلى النقوش والمحاسن، وأن يذوقوا من النعم إلا شيئاً قليلاً. ثم يغادرون ذلك المكان. إلا أنه يوجد مع كل واحد من المسافرين آلة تصوير يصورون بها صور تلك الأشياء الموجودة في هذه الدار.

وتصور كذلك خدام ذلك الذات المفضال صور المسافرين الذين قدموا إليها ويكتبون أساميهم.

وأيضاً هذا الرجل المفضال كما ترى يمحو أكثر تلك النقوش والمحاسن ويجعل مكانها نقوشاً غيرها للمسافرين الجدد، فلا شك أنك بعد ما رأيت هذا، تعلم علماً يقيناً أن صاحب هذه الدار الذي أنشأها على حافة الطريق، لابد من ان يكون له غرف وخزانات لا تفنى وسخاء لا يزول، يجلب أنظار المسافرين إلى ما عنده ويحضهم على الهدايا التي هيأها لهم بما أراه في هذه الدار من النعم والإكرام، وأنك إن كنت في يقظة فستفهم آنذاك هذه الأسس التسعة. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat