وهل يمكن أن يسبّب في فساد هذا النظام وهذه الصنعة التي ليس لها أي نقص وهذا الجمال، وأن يسبب في تشوهها وفي قساوتها بعدم استجابة دعاء ذلك الرسول الكريم. أي يسمع المتطلبات اليسيرة التي ليس لها أي أهمية، والأصوات الخافتة ويقبلها.. ثم بعد ذلك يرد تلك المتطلبات الهامّة ولا يلقى لها بالاً ولا يرى لها مغزى. تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

نعم، لا يمكن أن يقبل هذا الجمال هذه الصورة المشوّهة[1].

وخلاصة القول؛ هو أن الرسول الكريم كما فتح باب الدنيا برسالته كذلك سيفتح باب الآخرة بعبوديته.

عليه صلوات الرحمن ملأ الدنيا ودار الجنان. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك ذلك الحبيب الذي هو سيد الكونين، وفخر العالمين، وحياة الدارين، ووسيلة السعادتين، وذو الجناحين، ورسول الثقلين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين آمين.

_________________________________________________________________

[1] - نعم، ان انقلاب الحقائق هو انقلاب الضد إلى الضد ومحال بالاتفاق في محال. والسبب في ذلك ان الضد كما يبقى على حقيقته ينقلب إلى عين ضده. مثلا ان الجمال الذي لا حد له مع كونه جمالا حقيقيا يكون قبحا. وفي مثالنا هذا، ان جمال، الربوبية الذي هو مشهود قطعي الوجود مع كونه باقيا ماهيته يكون قبحا في الوقت ذاته. وهذا أعجب الأمثلة المحالة والباطلة.