Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 يا أيها المستمع معي لما أقول: كنا قد قلنا في تلك القصة التي مضت بنا: قد عقد احتفال في جزيرة وسط البحر يلقي فيه وسيط الحاكم العام خطاباً هاماً على الملأ مشيراً إلى هذه الحقيقة:

تعال، فلنتعرّ من هذا الزمان ولنذهب فكراً وخيالاً إلى عصر السعادة وإلى الجزيرة العربية، فنـزور الرسول الكريم وهو مهتم بأعماله التي وكلت إليه. وقائم في العبادة التي فرضها الرب عليه. حتى نتطلع على انه بسعيه في سبيل الرسالة وهداية الناس -كما أنه سبب لحصول السعادة الأبدية ووسيلة النجاة-: كذلك عبوديته وابتهاله إلى الله سبب لوجود السعادة والجنات العاليات.

انظر إلى ذلك الرسول كيف يدعو للسعادة الأبدية في أكبر صلاة وأسمى عبادة. كأن تلك الجزيرة بل وسطح الأرض برمّته، تصلّي بصلاته وتبتهل إلى الله تعالى بابتهاله. فان عبوديته متضمّنة لعبادة أمّته التي هي تابعة له، ولعبادة الأنبياء قبله بسبب الاتحاد بينهم في أصول الشرايع والعبادات. ويصلّي أكبر صلاة بأعظم جماعة ويبتهل إليه تعالى. وكأن الذين تنوروا بنور الإيمان، وتكاملت أخلاقهم من لدن آدم عليه السلام إلى عصرنا هذا إلى يوم القيامة اقتدوا به وأمّنوا لدعائه[1]

_____________________________________________________________

[1] - نعم، ان الصلوات التي تأتي بها الأمة على النبي عليه الصلاة والسلام تأمين لدعائه الذي كان يدعو به في مناجاته والتحاق به في ذلك الدعاء. حتي إن كل صلاة تصلى عليه بمثابة قول (آمين). كما ان كل صلاة وسلام يأتي بها كل فرد من افراد امته ودعاء الذين يتمذهبون بالمذهب الشافعي عقب الاقامة لهو تأمين عام لذلك الدعاء الذي يدعو به في شأن السعادة الأبدية..

والحاصل؛ ان النبي عليه الصلاة والسلام يطلب من الله تعالى البقاء الذي يريده البشر ويطلبه بلسان حال الفطرة بكل قوة. وان الذين تنوروا بنور الايمان من البشر يؤمنون خلفه. فهل يمكن ان لا يستجاب هذا الدعاء.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat