Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 

الحقيقة الخامسة

باب الشفقة وعبودية محمد r

 وهو من تجليات اسم المجيب والرحيم

لا يمكن أن يستجيب هذا الرب الشفيق الرحيم أدنى حاجة لأدنى مخلوق ويسعفها من حيث لا يحتسب.. ويسمع أخفى الأصوات من أخفى الموجودات ويغيثها.. ويلقى سمعه لما يقول، لا فرق بين أن يكون بلسان الحال أو بلسان القال. ثم لا يستجيب أسمى حاجة لأعظم عبد[1] وأجلّ محبوب ويسعف مطالبه. ويسمع أعلى دعاء ثم لا يقبله.

نعم، تدل هذه الأرزاق والتربية التي تأتي رغداً لهذه الحيوانات الضعيفة ومواليدها بلطف وسهولة تدل على أن مالك هذا الكون يربّي برحمة لا نهاية لها. فهل يمكن لصاحب هذه الربوبية ذي الرحمة الواسعة أن لا يستجيب أجمل دعاء يدعو به أفضل الموجودات على الإطلاق؟.

 ونحن وإن كنا قد بينا هذه الحقيقة في الرسالة التاسعة عشر، إلا أنه لأهميتها نعيدها هنا فنقول:

_________________________________________________________________

[1] - نعم، إن هذا الذات الذي دامت سلطنته ألفا وثلثمائة وخمسين سنة، والذي يبلغ عدد اتباعه في اكثر الأزمان اكثر من ثلثمائة وخمسين مليونا تجدد معه البيعة وتشهد على كماله وتنقاد لأوامره..والذي ينصبغ نصف الكرة الأرضية وخمس البشر بصبغته وتتلون بلونه وتتلهف عليه قلوبهم ويتربون بتربيته، لهو اكبر عبد لرب الكون الذي يتصرف فيه.. وان اكثر انواع الكائنات اذا كانت تصفق لوظيفته وأمانته ومهمته التي يقوم لها بحملها ثمرة معجزته فلا ريب انه حبيب خالق الكون وان الانسانية بكل استعدادها تريد حاجة كالبقاء. تلك الحاجة التي تنصعد بالانسان من اسفل سافلين إلى اعلى عليين. فان هذا البقاء لهو اكبر حاجة يطلبها اكبر عبد باسم العامة من قاضي الحاجات!..

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat