والواقع أننا نرى في هذه الدار دار الضيافة، كلّ أحد يذهب عجالاً ويغيب. ولا يذوق إلا القليل من إحسان ذلك الجود يشتهي ولا يأكل إلا اليسير. ويسير في سبيله ولا ينظر إلى ذلك الجمال إلا النـزر من نوره، أو من ظله في لمحة يسيرة جدّاً. فيتلخّص من هذا، ان السير يكون إلى المتنـزهات الأبدية.
وخلاصة هذا القول: أنه كما أن الكون بما فيه يدل من غير ريب على صانعه ذي الجلال كذلك صفات الصانع ذي الجلال وأسمائه القدسية تدل على دار الآخرة وتريها وتتطلبها.