Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وانظر إلى هذه الأقطار التي هي معرض الصنايع الإلهية، وأمعن النظر إلى ما في أيدي النبات والحيوان على وجه البسيطة من اللائحات الربانية[1] وألق سمعك إلى الأنبياء والأولياء، سماسرة محاسن الربوبية كيف يعلنون بالاتفاق كمالات الصانع الجليل وصنائعه التي تفوق طاقة البشر، وتبيّنهما وتلفت الانتظار إليهما.

فاذاً لصانع هذا العالم كمالات هامة خفية مثيرة للعجب والحيرة يريد ان يبرزها بهذه الصنائع التي تفوق طاقة البشر. لأن الكمالات الخفية التي ليس لها أي نقص، تريد أن يكون من يعرف قدرها ويستحسنها ويعلنها على رؤوس الأشهاد، وتقتضي هذه الكمالات تجليات ومرايا دائمة، وتقتضي خلود من يعرف قدرها ويستحسنها. لأن من يستحسنها إذا لم يكن خالداً يستنـزل من فضلها وكرامتها[2]

وأيضاً كما أن ضوء الشمس ينبئ عن الشمس: كذلك هذه الموجودات المبثوثة في حنايا الكون اللطيفة الجميلة، تنبىء عن محاسن

____________________________________________________________

[1] - نعم، ان كلاً من هذه الزهرة المنقوشة والمزينة والثمرة المرصعة التي تتولد في غصن الشجرة اليابسة التي كأنها عظم لوحة تبدى محاسن صنعة الصانع الحكيم ذوي المعجزات تبديها لذوي الشعور. وقس البهائم على الاشجار والنباتات.[2] - من الأمثلة التي يضرب بها المثل :ان احدى ملكات الجمال نهرت احد العشاقين وأخرجته من عندها فقال حينئذ: تفاً ما أقجها، وأنكر جمال تلك الجميلة. وأيضاً أن دبا دخلت تحت شجرة عنب، تريد أن تأكل من عنبها الحلو، فلما لم تصل اليه يدها لتقتطف منه ولم يمكن لها ان تتسلق الشجرة قالت لنفسها وبلسانها: أنه حامض، وهمهمت ومضت في سبيلها. 

 

 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat