Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 

الحقيقة الرابعة

باب الجود والجمال

 وهو من تجليات اسم الجواد والجميل

هل يمكن لجود لا نهاية له وثروات وخزائن لا تنفد وجمال سرمدي لا مثيل له، وكمال ابدي لا نقص فيه.. هل يمكن لها أن لا تريد أن يكون لها دار سعادة ومحل ضيافة يعيش فيها الشاكرون المحتاجون عشاق الجمال الذين هم بمثابة المرآة، يعيشون فيها عيشة الأبد؟

نعم، تزيين وجه الدنيا بهذه المصنوعات المزينة وجعل الشمس لها سراجاً والقمر نوراً ووجه البسيطة مملوءة بشتّى أنواع المطعومات الحسنة اللذيذة، وملؤها بألذ الأطعمة الشهية والأشجار أواني، وتجديدها في كل موسم مرآة، تدل على جود وسخاء لا آخر له. وهذا الجود يستوجب خزائن وإنعامات لا حد ولا انتهاء لها. ودار ضيافة وسرور فيها كل ما يشتهي ويرتجى. نعم، لا شك أن هذا الجود يحق للذين ينعمون بهذه الضيافة كي يعيشوا فيها عيشة الأبد، ولا يذوقون ألم الزوال والفراق. فكما أن زوال الألم لذة.. كذلك زوال اللذة ألم.

نعم، لا يمكن بتاتاً أن يريد هذا السخاء ألم الزوال والفراق. فهو يريد وجود جنة خالدة، فيها من يتوق إلى الحياة الأبدية. لأن الجود والسخاء الذي لا حد له يستلزم إحساناً لا آخر له. وهذا الإحسان يستلزم الامتنان، وهو يستلزم خلود من ينال الإحسان وحياته الأبدية، -حتى يقابله بالشكر والثناء-، والاّ فهذه اللذة اليسيرة التي ينغصّها الزوال والفراق في هذه المدة الوجيزة من الزمن لا تتناسب ومقتضيات هذا الجود. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat