Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 إلا بنسبة الواحد من الألف، بل يؤخر، فيرتحل أكثر أهل الضلالة وأهل الإيمان من غير أن يلاقوا ما يستحقونه من الثواب والعقاب.

فلابد من أن تؤخر القضية إلى محكمة عليا وسعادة عظمى.

نعم، يتبين بوضوح وجلاء أن الذي يتصرف في الكون إنما يتصرف بحكمة لا نهاية لها. وإن أردت شاهداً على هذا، فهو رعايته المصلحة والفائدة في كل شيء.

ألا ترى أن أعضاء الإنسان وعظامه وشرايينه وخلاياه وكل جزء منه لا تخلو من مراعاة الفائدة والمصلحة. حتى إن بعض أعضاء الإنسان أشبه بشجرة لها ثمار جمّة، ناط الله به كثيراً من الحكم والمصالح. وجميع هذا يدل على أنه يتصرف في كل شيء بيد حكمة لا نهاية لها. وأيضاً الانتظام الغير المتناهي الموجود في كل شيء يدل على أنه يدار كل شيء بحكمة لا نهاية لها.

نعم، ادماج الخطة الدقيقة الحساسة لزهرة جميلة في بذرتها الصغيرة، وكتابة صحيفة أعمال شجرة كبيرة وتاريخ حياتها وقائمة أجهزتها ومعداتها في بذرتها بقلم القدر المعنوي، يدل على أنه يعمل فيها قلم الحكمة اللامتناهية: كما يدل على أن هذه الصنعة الجميلة الموجودة في خلقة كل شيء، نقش صانع حكيم لا نهاية لحكمه.

نعم، يدل دمج قائمة الكائنات ومفاتيح خزائن الرحمة ومرايا الأسماء الإلهية في جسد هذا الإنسان الصغير على الحكمة الموجودة في هذه الصنعة الجميلة. فهل يمكن لحكمة مهيمنة على الإجراآت الربوبية أن لا تعامل بالإحسان الذين لاذوا إلى ظلها وآمنوا بها وأطاعوها وأن لا تحسن إليهم؟. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat