Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وهل يمكن أن يظهر الرحمن الرحيم بنعمته التي أنعمها على الإنسان، أنه يحبه ويرحمه. ثم لا يحبب هذا الإنسان نفسه إزاء هذا، ولا يشكره ولا يحمده. ويبقى هملاً بلا عقاب، ولا يهيء له ذو العزة والجلال دار عقاب.. كما لا يمكن أن لا يمنح دار ثواب وسعادة للمؤمنين الذين عرفوا الرحمن الرحيم بالإيمان به، والطاعة والشكر والحمد له تعالى، بعدما عرّف نفسه وحببها اليهم.

 

الحقيقة الثالثة

باب الحكمة والعدالة

 وهو من تجليات اسم الحكيم والعدل

هل يمكن[1]للمولى عزّ وجلّ الذي يعلن سلطنة ربوبيته بالحكمة والانتظام والعدالة والميزان اللاتي تجري في الكون من الذرات إلى الشموس: أن لا يعامل باللطف والإحسان المؤمنين الذين لاذوا إلى جناح حمايته وآمنوا بحكمته وعدالته، وعملوا الصالحات.. وأن لا يؤنب الذين كفروا بتلك الحكمة والعدالة وعصوا الله تعالى بالطغيان وتجاوز الحدود.. ومن المعلوم أنه لا ينفذ في هذه الدنيا المؤقتة ما يليق بالحكمة والعدالة إلا

_____________________________________________________

[1] - إن كلمة (وهل يمكن) تكرر كثيرا وذلك بما انها تبدى سرا عظيما وهو:ان اكثر الكفر والضلال انما يتولد من الاستبعاد -اي ان العقل يراه بعيدا ومحالا فينكره- وقد اثبت في مقالة الحشر ان الاستبعاد الحقيقي والمحال والبعد عن العقل والصعوبة الحقيقية والمشاكل التي لا يمكن حلها انما هي في طريق الكفر ومسلك الضلالة وان الامكان والقرب الى العقل والسهولة التي هي واجبة انما هي في طريق الايمان وجادة الإسلام.

والحاصل؛ ان اهل الفلسفة ذهبوا الى الإنكار بسبب الاستبعاد.. والمقالة العاشرة تفيد بتعبير (هل يمكن) اين يكون الاستبعاد وتوجه بذلك ضربة على أفواههم.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat