Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 والجلال، فتقتضي عزته وجلاله تأنيب المعتدين، ويتطلب هذا الكرم الذي لا نهاية له، وهذه الرحمة التي لا آخر لها إحساناً يليق بها.

والواقع أنه لا يتجلى منها في هذه الدنيا الفانية والعمر القصير إلا بنسبة واحد من ألف، وهي أشبه بنسبة القطرة إلى البحر. فإذاً لابد من دار سعادة تكون لائقة بهذا الكرم والرحمة.. وإلا فيلزم جحود هذه الرحمة الظاهرة التي يشبه جحودها جحود الشمس التى يملأ ضوئها آفاق الكون. لأن الزوال الذي لا رجعة بعده يستلزم انطفاء حقائق الرحمة وتبدل الرأفة مصيبة.. والمحبة حرقة.. والنعمة نقمة.. والعقل آلة منحوسة.. واللذة ألماً.

ولابد من دار عقاب لائقة بجلال الله وعزته، لأنه في أكثر الأحيان يبقى الظالم في عزته، والمظلوم في ذلته.. ثم يكون بعد ذلك الارتحال من غير عقاب، فإذا أمهلت القضية إلى المحكمة العليا ولم تهمل. حتى وفي بعض الأحيان تستعجل العقوبة في الدنيا. وإن نزول العذاب في القرون الغابرة بتلك الأقوام التي عصت الله وتمردت أمام الرسل، ليومىء بأن حبل الإنسان ليس ملقىً على غاربه. ويمكن في كل زمان أن تبطشه بطشة جلاله وعزته.

نعم، وهل يمكن للإنسان أن يكلف من معشر الموجودات بوظيفة هامة بسبب استعداده التام، ويعرف ربه نفسه إليه بآثاره ومصنوعاته المنتظمة.. ثم لا يعرف الإنسان إزاء هذه بالإيمان به؟.

وهل يمكن أن يحبب الله نفسه إلى الإنسان بثمار رحمته المزينة ولا يحبب الإنسان نفسه إليه بعبادته وطاعته؟. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat