Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 -من حيث لا يحتسب- فيبدو بوضوح وجلاء من هذا الكرم والسخاء الناتج منه هذه الضيافات، أنه إنما يعالج هذه الضيافة أكرم يد.

وأيضاً تزيين الأشجار في فصل الربيع بثياب كأنها سندس على الحور العين، وبجواهر الزهور والثمار وتسخيرها لذوي الحياة وتقديمها بأيادي أغصانها اللطيفة أنواعاً من أحلى الثمار ومنضودها، وإطعامنا هذا العسل الحلو الذي فيه شفاء للناس بيد ذبابة سامة، وإلباسنا اجمل ثياب وألينها بيد حشرة لا يد لها، وادخار خزينة كبيرة من خزائن الرحمة في بذرة صغيرة -تدل ببداهة ووضوح على انها ما هي الاّ أثر كريم جميل ورحمة لطيفة.

وأيضاً باستثناء الإنسان وبعض من الحيوانات المفترسة أن كل شيء من الذرات إلى السيارات كالشمس والقمر والأرض يجد في وظيفته التي أوكلت إليه بكل خوف ورهبة ولا يجاوز حده ويطيع مولاه في جميع أطواره وأحواله لا يحيد عن ذلك بمقدار ذرة، ويدل هذا على أنه إنما يكون ذلك بأمر صاحب العزة والجلال.

وأيضاً تربية الأمهات -سواء كانت نباتاً أو حيواناً أو إنساناً-[1]برأفتها لهذه المواليد العجزة الضعيفة، تربيتها بأمثال الحليب من الغذاء اللطيف، تدل بجلاء على أنه إنما يعالج هذه الأشياء رحمة واسعة.. وأذا كان المتصرف في هذا الكون له ما لا يتناهي من الكرم والرحمة والعزة

_______________________________________________________

[1] - ان ايثار السبع الجائع ولده الضعيف على نفسه وعدم اكله اللحم الذي ظفر به ومنحه اياه وصولان الدجاجة الخائفة على الكلب والسبع لحماية فرخها واكل شجرة التين الطين، واطعامها ولدها ثمرتها اللبن الخالص.. تدل بالبداهة على انها تفعل ما تفعل باسم رب رحيم كريم شفيق.

نعم ان عمل النبات والبهائم التي ليس لها اي شعور اعمالا دقيقة وحكيمة ليدل بالبداهة على ان هناك عليم حكيم يسوقها الى تلك الاعمال وهي انما تعمل باسمه.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat