الحقيقة الأولى
هي باب الربوبية والسلطنة
وهو من تجليات اسم الرب
هل يمكن لشأن الربوبية وسلطنة الألوهية أن يبتدع كونا هكذا بديعاً لغايات ومقاصد هامة لإبراز كمالاتها وأوصافها الجمالية، ثم بعد ذلك لا يثيب الذين آمنوا بهذه المقاصد واستقبلوها بالإيمان والعبودية. ولا يعاقب الذين كفروا بهذه المقاصد واستقبلوها بالهزوّ والسخرية؟!.
الحقيقة الثانية
باب الكرم والرحمة
وهي من جلوات اسم الكريم والرحيم
هل يمكن لرب هذا العالم الذي أبرز آثار كرمه ورحمته وعزته وغيرته اللامتناهية أن لا يجازي بما هو حرى بأوصاف كرمه ورحمته من المكافأة، وبأوصاف عزته وغيرته من التأديب..
نعم، أذا أمعن النظر في هذه الدنيا التي بين أيدينا يرى أنه يرزق كل حيّ[1]-سواء كان قوياً أو ضعيفاً- ويوتي أحسن الغذاء لاضعف الأحياء، ويقدم الإمدادات الطبية لجميع المرضى وذوي العاهة
__________________________________________________
[1] - والدليل على ان الرزق الحلال لا يؤخذ بالقدرة وانما يعطى حسب الاحتياج والافتقار هو رفاهة معيشة الصبيان الذين لا حول لهم ولا قوة وضيق معيشة الحيوانات المفترسة وسمن السماك التي لا تعي شيئا وهزال الثعالب والقردة الاذكياء. فيأتي الرزق على عكس ما تكون القدرة والاختيار. فبقدر ما يعتمد على قدرته واختياره يكون متعرضا لضيق المعيشة.