نقوشها وتجلياتها فيه، وتكذيباً للدلائل اللامتناهية الدالة على وجوب وجود الحق سبحانه وتعالى وعلى صدقه. وهذه جناية لا حدود لها تستوجب عقوبة لا آخر لها.
الإشارة الرابعة:
رأينا في القصة وأثبتنا باثني عشر دليلاً، أنه لا يمكن أن تكون للقائد العام دار موقوتة لأجل الضيافة، ثم لا تكون له دار قرار تليق بعظمته وسلطانه دار أخرى باقية، ولا يمكن أيضاً أن يخلق الخالق الباقي -خالق هذا الكون الفاني- أن يخلق كوناً هكذا فانياً، ثم لا يخلق الآخرة تلك الدار الباقية.
ولا يمكن أيضاً لمبدع هذا الكون البديع الذي سينتهي إلى الزوال، أن يخلقه، ثم لا يخلق داراً أخرى ذات قرار خالدة، كما لا يمكن لخالق هذا المعرض وهذه الصالة -صالة الامتحان- وهذه الدنيا التي هي بمثابة مزرعة هذا الخالق الحكيم القدير الرحيم أن يخلق هذا، ثم لا يخلق الدار الآخرة التي ستتجلى فيها الغايات السامية والمقاصد الآلهية.
ويمكن الدخول في هذه الحقيقة من اثني عشر باباً، وفتح أبوابها باثني عشر حقيقة. ونشرع الآن بأقصرها وأسهلها.