Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 ولا يمكن أيضاً لصاحب الخزائن المملوءة بعجائب المعجزات والأشياء القيمة البديعة، أن لا يريد عرضها ولا يعرفها بواسطة دلال شهير يعلنها على الملأ، ومداح يمدحها ويذكر أوصافها الخفية.

ولا يمكن أيضاً أن يجعل هذا الكون مناراً لأسمائه الحسنى وأوصافه العليا ويزينها بمختلف مصنوعاته ويجعلها بمثابة بلاط مزين بمحاسن الفن والجمال، ويعرضها للرائح والغادي: ثم يتركها بلا دليل يبين مزاياها.

ولا يمكن أيضاً لصاحب هذا الكون (الذي يتبدل ويتجدد حينا بعد حين) أن لا يبعث رسولاً يبين الغاية من هذه التبدلات، ويفتح طلسم الكون، ويجيب على الأسئلة الهامة، أسئلة خلقة الكون. وهي: (من أين؟ إلى أين؟ ومن أنت؟)

ولا يمكن أيضاً لصانع الكون ذي الجمال الذي يعرف نفسه لأولي الألباب ويحببها إليهم بمصنوعاته الجميلة وأنعامه الثمينة أن لا يشعرهم بواسطة رسول هذه النعم التي أسداها إليهم، ما هي مرضياته ومتطلباته؟

ولا يمكن أيضاً أن لا يصرف أنظار البشر التي خلقها مغمورة في الكثرة المطلقة ومهيئة حسب استعدادها للعبودية الكلية، وأن لا يوجّه أنظارهم بواسطة رسول من الكثرة المطلقة إلى الوحدة المطلقة.

هذه وكثير مما يضاهيها وظائف للنبوة يدل كل منها دلالة قطعية على أنه لا يمكن للألوهية أن تكون بلا رسالة.

ونقول الآن: هل يوجد في الكون أحرى وأشمل لهذه الأوصاف والوظائف -التي مضى ذكرها- من محمد العربي عليه الصلاة والسلام؟. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat