Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وأيضاً كما إن جحود الشمس في رابعة النهار، حيمنا تكون السماء صحواً، جحود الشمس التي تتلألأ أشعتها على فقاقيع البحر وعلى لوامع البر وذرات الثلج، جنون وسخافة، لأنه يلزم آنذاك قبول وجود شميسات عدد قطرات الماء والفقاقيع والذرات، شميسات حقيقية. أو قبول اندماج هذه الشمس الهائلة الكبيرة في كل من تلك الذرات الصغيرة التي لا تسعها إلا ذره واحدة.. فكذاك مشاهدة هذا الكون المنظم الذي يتبدل ويتجدد بكل معان الدقة والحكمة، وجحود خالقه ذا الجلال والإكرام مع صفاته الكمالية أشدّ جنوناً وسخافة. لانه يلزم حينئذ أن تقبل ألوهية في كل شيء، حتى في كل ذرة، حيث إن كل ذرة من ذرات الهواء تنطلق فيمكن أن تأخذ مكاناً في كل زهرة وفي كل ثمرة وفي كل ورقة، وتعمل فيها، ويلزم حينئذ أن تكون عالمة بكل شيء، قديرة على كل شيء. وأيضاً كل ذرة ترابية لها استعداد لأن تكون منشأ لحياة جميع الحبوب والبذور، فلو لم تكن مأمورة، للزم أن يكون لها آلآت ومصانع عدد النباتات والأشجار أو أن تكون متصفة بصفات الصنع والقدرة التي تعلم جميع أشكالها وتعرف صورها التي تلبسها وتخيطها. وقس على هاتين سائر الموجودات، حتى تعرف أنه توجد للوحدانية دلائل كثيرة في كل شيء.

نعم، خَلْقُ كل شيء من مادة واحدة، وجعل كل الأشياء شيئاً واحداً، إنّما هو صنع خالق كل شيء. واستمع إلى لأمر الله جلّ وعلا: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ (الإسراء: 44) فثبت مما مضى أن جحود الواحد الأحد، يستلزم وجود آلهة متعددة عدد الموجودات. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat