Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 منها نقطة أدمجت فيها خطة تلك الشجرة، فلابد إذاً أن يكون هذا الكتاب -كتاب الكون- نقش قلم القدرة قلم صاحب العزة والعظمة الموصوف بالجمال والجلال، الذي لا نهاية لقدرته وحكمته. فالنظر إلى هذا الكون ومشاهدته، يستوجب الإيمان، إلا من سكر بخمر الضلالة.

وأيضاً كما إنه لا يمكن أن يكون بيت بلا بان، ولا يقبله أي عقل. لا سيما بيت زيّن بخوارق الفن والجمال، زين بالنقوش الغريبة والبديعة.. حتى إنه أدمج في كل حجر فن قصر.. نعم، لابد من أن يكون لهذا البيت من بانٍ ماهرٍ. لا سيما بأن يبرز في ذلك القصر في كل ساعة غرفا حقيقية كأنها شاشات سينما، وكأنها ثياب يخلع هذا ويلبس ذاك مع رعاية كل ما يجب من النظام. حتى إنه تنشأ في كل شاشة من تلك الشاشات عدة منازل من صغار الغرفات، فكذلك هذا الكون لابد من أن يكون له صانع قدير حكيم عالم بكل شيء. فإن هذا الكون قصر ضخم، سراجه الشمس والقمر، وشموعه النجوم، وخيطه الزمان، ينوط به الصانع ذو الجلال في كل سنة عالماً ومشهداً جديداً يريه للناظرين. وقد جدّد الحق سبحانه وتعالى ثلثمائة وستين صورة لا تشبه إحداهما الأخرى. جدّدها واودعها في هذا العالم الذي ناطه بخيط الزمان كما تقتضيه حكمته، جدده بكل نظام ودقة وجعل وجه البسيطة مائدة النعم والآلاء، يزينها في فصول الربيع بأنواع المنسوجات التي تبلغ ثلثمائة ألف نوع، ويملؤها بما لا حد له من شتى النعم والإحسان. وهذه المنسوجات والنعم التي هي مختلطة ومشتبكة كل الاختلاط والاشتباك، يمتاز كل منها عن الأخرى كلّ الامتياز. وقس على هذا سائر الأحوال فكيف يغفل عن صانع مثل هذا القصر المحتشم؟.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat