Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وإنما منحت للفوز بسعادة أبدية في جوار الحاكم العامّ. وهذه المطالب لا يمكن أن تكون لهذه الأيام المعدودة التي تمضي في هذه الدار، دار الضيافة. وإنما هي لحياة طويلة فيها السعادة. ويتبيّن من هذا أن صاحب هذه الهوية إنما هو مرشح لدار أخرى يجد ويكدح من أجلها.

انظر إلى هذه الدفاتر التي بيّن فيها كيف تستخدم هذه الآلات، وكيف يحافظ عليها ومقدار مسؤليتها. فلو لم تكن دار خالدة غير هذه الدار، لكانت تلك الهوية وهذه الدفاتر عبثاً ولكان هذا الضابط المعزز والقائد الموقر والرئيس المكرم أسوأ حظاً من كل أحد وأحوج وأفقر. وقس أنت على هذا، ففي أي شيء أمعنت النظر يشهد على أنه بعد هذه الحياة الفانية لابد من حياة خالدة.

أيها الصاحب! إن هذه الدار المؤقتة إنما هي بمثابة مزرعة، أو ساحة تربية وتعليم، أو سوق، ولابد أن يكون ورائها محكمة عليا، وسعادة عظمى. وإذا جحدت هذا، فيلزم أن تجحد جميع هؤلاء القواد ودفاترهم ومعداتهم. وأن تكذب وجود جميع هذه الإجراآت المنظمة حتى وجود هذه المملكة. ولابد أن لا تذكر بأنك إنسان له شعور، وأن تكون أسخف عقلاً من السوفسطائيين.

ولا تظن بأن دلائل تبدل هذه الدار محصورة في هذه الدلائل الاثني عشر، فإن دلائلها وعلائمها لا تعد ولا تحصى. ولابد من تبدل هذه الدار التي ليس لها قرار، والتي يعتريها التغير بدار خالدة ذات قرار. وتوجد علامات كثيرة تدل على أن هؤلاء الموطنين سينقلون من هذه الدار -دار الضيافة- إلى مقر السلطنة الخالدة. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat