Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

ويلاحظ من هذا، أنه ستولد هذه الأحول الغير المستقرة صوراً مستقرة وثماراً خالدة. فالمقصود من هذه الاحتفالات إنما هي السعادة العظمى والمحكمة العليا وغير ذلك من الغايات السامية.

 

الصورة الحادية عشر:

أيها الصاحب المتمادي في غيّه! تعال، فلنركب طائرة أو قطاراً ذاهباً نحو الشرق أو الغرب، -ذاهباً جناح الماضي أو جناح المستقبل- حتى نرى ما أظهر ذلك الحاكم في بقية الأماكن من الخوارق والمعجزات. تعال، وانظر إلى البدائع والغرائب التي يشبه -كمارأينا قبلها- بعضها القصر، وبعضها الميدان، وبعضها المعرض، وهي في كل ناحية. ولا يشبه صنعة وصورة أي منها الأخرى. لا سيما أمعن النظر في تلك القصور الفانية والميادين الغير الثابتة والمعارض! فإنه يرى فيها النظم الحكيمة، وإشارات العناية الظاهرة، وإمارات العدالة السامية، وثمرات الرحمة الواسعة. فكل من له بصيرة يعلم أنه لا حكمة أكمل من حكمته، ولا عناية أجمل من عنايته. ولا يمكن أن يتصور، ولو لم يكن في دائرة مملكته قصور خالدة، وبلاد طيبة ومقامات مستمرة، ومواطنون مرفهون -لو لم يكن ذلك كما توهمت- لصارت تلك الأوصاف الحميدة عبثاً. حيث إن هذا الوطن الفاني لا يليق بها ولا يليق أن يكون مرآة حقيقية لها، وإذا لم يكن دار وحياة أخرى فيلزم جحود هذه الحكمة والعناية والرحمة التي نراها بأعيننا، وإنكار هذه العدالة التي نحسّ علائمها وإماراتها. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat