للتصوير وهي خاصة بذلك الحاكم، تصور صورة كل ما يكون في هذه الأماكن، ومعنى هذا أن الحاكم أمر بهذا، حتى يثبت كل ما يجري في ملكه.
ونتج من ذلك أن هذا الذات العظيم يسجّل كل ما يجري في مملكته ويصوره. وأن هذا الضبط الهام لابد أن يكون للمحاسبة، حتى يحاسب على القليل والكثير. وإذا كان هذا الحاكم الحفيظ لا يهمل ما يأتيه أدنى مواطن من الأعمال التي ليس لها أي شأن، فكيف يهمل ما يأتيه المواطنون الذين لهم رفعة وشأن من الأعمال التي لها في الميزان حساب، كيف يهملهم ولا يحاسبهم ولا يعطيهم ما يستحقون من الثواب والعقاب. ولا شك أنه صدرت أعمال من أولئك المواطنين تثير غضب ذلك الحاكم ويغار من أجلها، ولا تتحملها رحمته السامية.
فإذاً قد أخرت قضية هؤلاء الذين لم يلاقوا ما يستحقونه إلى المحكمة العليا.
الصورة الثامنة:
تعال، أتل عليك هذه الأوامر التي صدرت من الحاكم العام، انظر أنه قد وعد مراراً وأوعد قائلاً: «سأنقلكم من هذه الدار إلى مقر سلطنتي وسأثيب المطيعين واعاقب العاصين. وسأدمّر هذه الديار الموقوتة. وسأنشأ داراً أخرى فيها القصور الخالدة والزنزانات» وما يعده مع كونها سهلا عليه