Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

والواقع أن هؤلاء المواطنين قد جمعوا في دار الضيافة وهي تكتظ يوماً بالمسافرين وتخلو يوماً. وأيضاً قد اجتمعوا في تلك الساحة للمناورة وتتبدل ساحة المناورة كل يوم لا تبقى على حالها. وأيضاً إن هؤلاء المواطنين يمتعون مدة من الزمن بالنظر إلى أنموذج عطايا هذا الحاكم وصنعته الأثرية الخارقة المعروضة في هذه الأجنحة من هذا المعرض، وهذا المعرض يتبدل كل دقيقة.

فكل من يذهب لا يعود، وكل من يقدم يذهب.

فهذه الأحوال والأوضاع تثبت بلا شك بأنه يوجد وراء هذه الدار وتلك الساحة، وذلك المعرض: قصور خالدة وجنات مملوءة بحقائق تلك النماذج والصور.

فإذاً هذه الخدمات والأعمال إنما هي لأجلها، ستنفذ هنا وتؤدّي الأجرة هناك. وكل أحد سعيد على حسب استعداده.

 

الصورة السابعة:           

تعال، نمش معاً مدة من الزمن، فننظر إلى هؤلاء المواطنين ونطلع على شؤنهم، وإذا نظرت الى حولك فسترى أنه قد نصبت في كل مكان وفي كل بقعة آلآت التصوير. وقد أخذ في كل ناحية كثير من الكتّاب مواقعهم يكتبون كل شيء -ولو كان تافهاً- لا يغادرون صغيرة ولا كبيرة. وقد وضع في قمة هذا الجبل العالي آلة ضخمة [1]

___________________________________________________________________

 

[1] - وقد شرح بعض المعاني التي اشارت اليها هذه الصورة في الحقيقة السابعة بما يلي: ان المراد بالآلة الفوطوغرافية الكبيرة المخصوصة بالملك هو: اللوح المحفوظ، وقد اثبت وجود اللوح المحفوظ في (المقالة السادسة والعشرين) بما قلنا: وهو كما ان الهوية (تذكرة النفوس) ترمز الى وجود السجل الكبير والسندات الصغيرة إلى دفتر كبير والرشحات الى منبع الماء فكذلك القوى الحافظة للانسان التي هي بمثابة الهوية وفي معنى اللوح المحفوظ الصغير، وفي معنى الرشحات التي هي نقط من القلم الذي يكتب على اللوح المحفوظ وكذلك ثمار الاشجار وبذور الثمار تشعر وتدل على الحافظة الكبرى والدفتر الكبير، واللوح المحفوظ الاعظم وتثبتها بل وتريها للعقول الحادة... 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat