Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 

الصورة الخامسة:

انظر إلى هذه الأمور!. فإنه يتراءى من خلالها رأفة عظيمة جدًّا لمن ليس كمثله شيء، حيث إنه يمد يد المعرفة إلى من ابتلى بمرض أو أية مصيبة، ويقضي حميع الحوائج، حتى أنه يقضي أدنى الحاجات لأدنى المواطنين. فاذا ما تألمت رِجْلُ نعجة لراع من الرعاة، فانه يمدها إما بمرهم أو بيطار يعالج شأنها.

تعال، فلنذهب إلى هذه الجزيرة التي هي في وسط البحر، فهناك احتفال عظيم، اجتمع فيه كل رؤساء المملكة، يستمعون الخطاب الهام الذي يلقيه عليهم وسيط الحاكم الذي يحمل أعلى وسام. ويطلب فيه من الحاكم البر الرحيم ما يحتاج إليه هو، والمواطنون. ويكلمهم ويقولون: «نعم نعم»! نحن أيضاً نطلب ما يطلبه فيصدّقونه ويؤيدونه. فانظر إلى هذا الوسيط الحبيب لذلك الحاكم ماذا يقول ؟ فاستمع إنه يقول في تضرّع: «يا من يربّينا بنعمه وآلآئه، أرنا حقائق النعم التي أريتنا أنموذجها وظلها. وارفعنا إلى مقر سلطنتك ولا تجعلنا من الذين يلحقهم البوار في هذه المفازة، وخذنا إلى حضورك، وارحمنا، وارزقنا هناك هذه النعم التي أذقتنا إياها هنا، ولا تعذبّنا بالفراق والبعد عنك ولا تترك هؤلاء الموطنين القانتين لك، المشتاقين لجمالك -الذين يشكرون نعمك- لا تتركهم سدى، لا تمتهم الموتة التي لا رجعة بعدها» يقول هذا وأنت تسمعه.

فهل يمكن أن لا يستجيب ذلك الحاكم الذي يقضي أدنى الحاجات لأدنى المواطنين – أن لا يستجيب أسمى المطالب من أسمى خليفة هو ذلك الوسيط الكبير. وما يطلب هذا الوسيط، هو ما يطلب 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat