Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

فانظر إلى هذه الأجنحة وأمعن النظر في هذه الإعلانات، واستمع إلى هذه السماسرة كيف تعلن ما صنعه ذلك الحاكم من مصنوعاته الأثرية الخارقة، وتلمح بكمالاته وتبين جماله ومحاسنه اللطيفة.

فتبيّن من هذا، أن لذلك الحاكم كمالاً وجمالاً لا يترائيان كمالاً وجمالاً يحيران العقل. وهذا الكمال الذي ليس له أي نقص يتطلب من يعرفه ويعرف قدرته ويستحسنه، وأن يراه الأشهاد. ويتطلب هذا الجمال الذي ليس له نظير أن يرى ويُرى، يرى نفسه من ناحيتين:

أحدهما: وهو يرى نفسه في شتّى المرايا. وثانيتهما: أن يرى نفسه برؤية من يعشقه بعشق الجمال، وينظر إليه بنظر الحيرة والتقدير. فهو يريد أن يرى ويُرى إلى الأبد. ويريد لعاشقي الجمال حياة أبدية، حيث إن الجمال الأبدي لا يريد فناء عاشقيه. فإن عاشق الجمال إذا كان معروضاً لفناء لا رجعة بعده، حينما يتصور الفناء، تنقلب محبته له عداوة. فإن الإنسان عدو لما جهله، ولما لا تصل إليه يده.

والواقع أن كل أحد يترك هذه الدار -دار الضيافة- عجالاً. ولا يتيح له أن ينظر إلا إلى قبس أو ظلّ نحيفٍ من هذا الكمال والجمال، وفي مقدار قليل جدًّا من الزمان.

فإذاً لابد من أن يكون الترحال إلى المناظر الجميلة الأبدية.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat