Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 وإن حب الإنسان للبقاء والأبد، هذا الإنسان الذي هو أعلى ثمرة في هذا الكون وأحب مخلوق لخالق الموجودات، والأكثر ارتباطاً بالكائنات ليطلب من غير شك بأنه سيكون بعد هذا العالم الفاني عالم باق عالم فيه السعادة والرفاه. ويستلزم وجود الآخرة بالبداهة، بداهة وجود الدنيا.[1]

فإذا كان أهم درس أعطاه لنا القرآن الحكيم هو درس الإيمان باليوم الآخر، وكان هذا الإيمان قوياً بهذه الدرجة، وكان في الإيمان أمل بحيث لو أعطي مائة ألف شيبة لرجل واحد لكفاه -فلابد من أن نقول نحن ذوو الشيب: «الحمد لله على كمال الإيمان» ونفرح بشيخوختنا.

___________________________________________________________________

 

[1] - نعم، يفهم من هذا التمثيل سهولة الأخبار عن الامر الثابت، وصعوبة الإنكار والنفي.. وهو : انه كما اذا قال احد يوجد في الدنيا حديقة غريبة تثمر علب الحليب، وقال الآخر لا يوجد. فيكفي للمثبت اثبات مدعاه باراءة مكانها أو بعض من ثمارها وذلك سهل غير عسير. ولكنه يلزم لمن ينفي ذلك ان يرى كل مكان في الارض ويريه. فكذلك الذين يخبرون عن وجود الجنة يبدون مآت الآلوف من ترشحاتها وثمارها وآثارها. ويكفي لاثبات شهادة شاهدين صادقين.. ولاثبات جحودها وعدمها رؤية الكائنات الغير المتناهية والأزمنة الأبدية والاطلاع عليها والبحث فيها.فيا أيها الأخوة الذين بلغهم الكبر أدركوا مدى قوة الايمان بالآخرة.

 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat