Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

  ويفيد بقوله: ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِى بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ أن زمام كل شيء بيده، ومفاتحه عنده، فهو يقلب بكل سهولة صحيفة الليل والنهار والشتاء والصيف، كما يقلب صحائف الكتاب، والدنيا والآخرة عنده كأنهما غرفتان يسد باب هذه ويفتح باب الأخرى. فإذا كان الحال كما ذكرنا، فتكون نتيجة جميع هذه الدلائل، هو الحكم الذي يفيده ﴿وَاِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ أي سيحييكم في قبوركم ويسوقكم إلى الحشر، ومن هناك إلى مقامه العظيم. ثم يحاسبكم على كل شيء.

فهذه الآيات هيأت الذهن والقلب لقبول الحشر، حيث أتت بما يضاهيه من الأفعال الدنيوية. ويذكر الأفعال الأخروية أحياناً بأسلوب يذكر الأفعال الدنيوية حتى لا يبقى مجال للاستبعاد والإنكار.

مثلاً، ﴿اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت﴾ الخ و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾ الخ و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ الخ فهو يذكر في هذه السور الانقلابات العظيمة والتصرفات الربانية التي ستكون في القيامة والحشر بأسلوب يكون سبباً لقبول تلك الانقلابات التي تثير الدهشة ولا يسعها العقل بسهولة بما رأى من نظائره في هذه الدنيا في الخريف والربيع. والإشارة إلى المعنى الإجمالي لهذه الصور يطول به المعنى التفصيلي. لذلك سنبيّن كلمة واحدة حتى تكون أنموذجاً.

مثلاً، يفيد بكلمة ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾ أنه ستنشر أعمال كل أحد في صحيفة واحدة. وهذه قضية غريبة لا يرى العقل إليها سبيلاً. إلا أنه كما أشارت السورة إلى أن الحشر في الربيع كما هو مثال لكثير من النقط، كذلك هو مثال لنشر الصحف، حيث إن كل شجرة ذات ثمر، وكل نبات له زهر لها أعمال وأفعال ووظائف، فهي كما تدل على الأسماء الحسنى تسبح الله تعالى وتعبده. فيكتب جميع أعمالها وتاريخ 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat