Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

 كما يذكر أحياناً الأفعال البديعة الإلهية التي ترجع إلى الاستقبال والآخرة بذكر نظائرها التي نراها بأعيننا، فتكون وسيلة للتصديق بتلك الأفعال. وذلك كقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ اْلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ الخ. فالقرآن الكريم يذكر قضية الحشر ويبرهن عليها بذكر صوراً متعددة، يذكر أولاً النشئة الأولى، فيقول: أنتم ترون بأعينكم أن الله تعالى خلق الإنسان من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ثم جعله إنساناَ سوي الخلقة، فكيف تنكرون النشأة الآخرة فهي مثلها أو أهون منها.

وكذلك يشير إلى الألطاف الإلهية التي منحها للإنسان بقوله تعالى: ﴿اَلَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ اْلأَخْضَرِ نَاراً﴾ فيقول: الذي منحكم مثل هذه الألطاف، لا يترككم سدى فتدخلون القبر وتنامون نومة الأبد.

ويقول أيضاً تلويحا: أنتم ترون هذه الأشجار الميتة كيف تحيي وتخضر، فكيف تستبعدون حياة العظام التي تشبهها ولا تقيسونها عليها؟

وأيضاً، إن الله تعالى الذي خلق السموات والأرض لا يعجز عن إحياء وإماتة الإنسان ثمرة الأرض والسموات، أتظنون بأن الذي يدبر الشجرة يهمل ثمرتها ولا يعطيها أية أهمية ويتركها للغير، ويجعل خلقة الشجرة التي عجنت بالحكمة عبثاً ومن غير فائدة؟

ثم بعد ذلك يقول: إن الذي سيحكم في الحشر الكون كله في قبضته فهو حيمنا يقول للشيء: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ فيطيعه وينقاد له تمام الانقياد. ويستوي عنده خلق الربيع والزهرة، كما يستوي عنده خلق جميع ذوى الحياة، وخلق جناح ذبابة. فكلاهما يسير عليه غير عسير. فلا ينبغي التحدي له بقوله: ﴿مَنْ يُحْيِى الْعِظَامَ

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat