القطعة الثاﻟﺜﺔ من الذيل
سؤال بمناسبة الحشر
أنه يتبيّن من أمثال ﴿إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً﴾ (يس: 53) ﴿وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ﴾ (النحل: 77) المكررة في القرآن، أن الحشر سيحصل في مدة يسيرة من الزمن جدّاً كلمح البصر. والعقل الصغير يريد مثالاً تراه الأعين، حتى يمكن أن يقبل هذه القضية الخارقة للعادة.
الجواب: للحشر ثلاثة مباحث؛ وهي عودة الأرواح للأجساد، وإحياء الأجساد، وبناء الأجساد.
البحث الأول؛ مثال عودة الأرواح للأجساد، هو أن هناك جيشاً نظامياً تفرقت أفراده في كل مكان للاستراحة والاستجمام، فحينما يسمعون صوت بوق الاجتماع تراهم يجتمعون ويأخذ كل مكانه.
نعم، إن صور إسرافيل كما لم يكن أدنى درجة من بوق الجيش الذي يسبب اجتماع أفراده، كذلك لم تكن الأرواح التي كانت في عالم الذر والتي سمعت صوت ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ وقابلته بقولها: ﴿بَلَى﴾ أدنى درجة من هؤلاء الجنود، بل هي أعلى درجة بألوف المرات، من حيث النظام والانتظام والإطاعة. وليست الأرواح فحسب جنوداً إلهية بل الذرات أيضاً كلها جنود له سبحانه وتعالى، كما أثبتنا ذلك بالبراهين القطعية في (المقالة الثلاثين).
البحث الثاني؛ مثال إحياء الأجساد، هو أن هناك مدينة كبيرة تعيش في ليلة من ليال أفراحها، تنيرها محطة كهرباء واحدة بمئآت آلاف المصابيح التي توقد معاً في مدة قصيرة من الزمن كلمح البصر