Kitaplar
رسالة مبحث الحشر

إن رجلين ذهبا إلى بلدة طيبة [1] فرأيا هناك كل أحد يترك باب داره ومتجره مفتوحاً على مصراعيه لا يعتني بحفظه، والأموال والنقود هنا ونهاك، لا حارس ولا رادع.. فجعل أحد هذين الرجلين يمدّ يد الخلسة والغصب إلى كل ما يريد، ويجتني من أانواع الظلم والسفاهة ما يلائم طبعه. وسكان البلدة لا يهتمّون لشأنه بتاتاً. فقال له صاحبه: لا تفعل هذا ستجازي على ما تصنع، وستجرني معك إلى الويلات والمصائب، حيث إن هذه الأموال أموال الدولة، والسكان بأفراد أسرهم قد انضمّوا إلى المعسكرات والوظائف الحكومية بثيابهم المدنية. وإن القانون يحكم بشدة وضراوة على من يخالف القانون. وللحاكم متي شاء أن يتصل هاتفيناً بعماله وموظفيه في كل مكان فيطلع على ما يجري في داخل البلدة. فلذلك يجب أن ترجع وتلتمس المعذرة مما فعلت. وللحاكم متى شاء أن يتصل هاتفيا بعماله وموظفيه في كل مكان.

فقال ذلك الأبله: أنا لا اعتقد بأن هذه الأموال أموال الدولة، بل هي مباحة لكل أحد، يمكنه التصرف فيها كيفما أراد. ولا أرى ما يمنع الاستفادة من هذه الأشياء الجميلة، ولا أؤمن بما تقول، إلا أن أرى بأم عيني. وجعل يتشدق في الكلام ويتفلسف.. وعلى ذلك أخذ الحوار يشتد بينهما.

فقال ذلك المعاند: من هو الحاكم؟ أنا لا أؤمن به.

فقال له صاحبه: كما أنه لابد للقرية من سيد، وللإبرة من صانع، وللحرف من كاتب، فكذلك لابد لهذه البلدة المنتظمة المنسقة من حاكم، ولهذه الثروات القيمة التي لا تزال تزداد بما يمد له القطار [2] القادم من الخارج من صاحب.

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109
Fihrist
Lügat