حتى لم يفتح كثير من الأبواب القرآنية، فتركت مغلقة للأزمنة القادمة. والقرآن من أوله إلى آخره خير شاهد على هذا.
نعم، إن تلامذة القرآن من المجتهدين والصديقين والحكماء المسلمين والمحققين وعلماء أصول الفقه وعلماء الكلام والأولياء العارفين والعلماء المدققين وعامة الناس كلهم يقولون: «نفهم دروسنا جيداً»
والحاصل: أنه تتلألأ لمعات إعجاز مقام الإفهام والتعليم أيضاً كسائر المقامات.
الشعاع الثاني
خارقة جامعية القرآن، وفيه خمس لمعات:
اللمعة الأولى: جامعية لفظ القرآن الكريم...
لا ريب في أنه ترى جامعية لفظ القرآن الكريم علناً في الآيات المذكورة في المقالة السابقة وفي هذه المقالة.
نعم، صيغت الألفاظ القرآنية على نسق غريب ليس له مثيل، كما أشار إليه الحديث النبوي بقوله: «إن لكل آية ظهراً وبطناً وحداً ومطلعاً.. ولكل شجون وغصون وفنون»[1] حيث إنه توجد وجوه كثيرة لكل كلام، بل لكثير من الكلمات والحروف والمواقف. فيعطي لكل من المخاطبين حصته من باب باب.
وإليك بعض الأمثلة:
منها؛ ﴿وَالْجِبَالَ اَوْتَادًا﴾ (النبأ: 7) أي جعلت الجبال أوتادا وأعمدة لأرضكم. فهذا كلام فيه حصة للعامي يفهم منه ويرى أن الجبال كأوتاد دقت، ويتفكر في منافعها ونعمها، فيشكر خالقها.
وحصة الشاعر من هذا الكلام: هو أنه يخيل أن الأرض صحن، وقبة السماء خيمة عظيمة زرقاء ضربت عليها وزينت بالمصابيح.. وأن الجبال التي
_______________
[1] - انظر كشف الخفاء: 1/189