الشعاع التاسع
تذييل هام للمقالة العاشرة والقطعة الأولى من لاحقتها
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحٖيمِ
﴿فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِى اْلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ، وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِى بِهِ اْلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَاْلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ اْلأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ. وَلَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ. وَهُوَ الَّذِى يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ اْلأَعْلَى فِى السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (الروم: 17-27)
يبين في هذا «الشعاع التاسع» نكتة هامة لهذه الآيات الكبيرة والبراهين العظيمة التي تدل على محور الإيمان وتثبيت الحشر.
ومن لطيف عنايته تعالى إني قبل ثلاثين سنة قلت في المقصد الثاني من آخر كتابي المسمى بـ«المحاكمات» الذي كتبته ليكون مقدمة للتفسير المسمى بـ«إشارات الإعجاز»: سأفسر آيتين تشيران إلى الحشر، وتابعت ذلك بقولى: بسم الله الرحمن الرحيم. ثم بعد ذلك لم يتح لي أن اكتب شيئاً، فأحمد الخالق الرحيم عدد دلائل الحشر واماراته على أن وفقني لبيان تلك النكتة بعد ثلاثين سنة.