Kitaplar
ذوالفقار

 ولعبادة الأنبياء قبله بسبب الاتحاد بينهم في أصول الشرايع والعبادات. ويصلّي أكبر صلاة بأعظم جماعة ويبتهل إليه تعالى. وكأن الذين تنوروا بنور الإيمان، وتكاملت أخلاقهم من لدن آدم عليه السلام إلى عصرنا هذا إلى يوم القيامة اقتدوا به وأمّنوا لدعائه[1]

وانظر كيف يدعو لحاجة ماسّة هي حاجة البقاء والخلود لجميع ذوي الأرواح فيشترك في ابتهاله سكان الأرض، بل سكان السموات، بل حميع الموجودات قائلة بلسان حالها: «نعم يا ربنا استجب دعائه وتقبّله، فنحن أيضاً نريد ما يريد».

وانظر كيف يطلب السعادة الباقية بحزن وتودد وعشق!. حتى إنه بفعله هذا، يُبْكي الكون ويجعله شريكاً في دعائه. ويطلب السعادة والخلود، حتى ينقذ الإنسان وجميع الخلق من حضيض الفناء والعبثية التي هي «أسفل السافلين» إلى مستوى القيمة والبقاء والوظائف العالية وإلى مستوى يكون فيه المكتوبات الصمدانية التي هي «أعلى عليين الإنسانية». يطلب هذا وتلك بكمال الذلّة والخضوع، ويتضرع بكل معان التودد والترحم. حتى كأنه يُسْمعُ سكان السموات والعرش وجميع الموجودات فيهتزون عشقاً وشوقاً ويؤمّنون لدعائه[2]يطلب السعادة والبقاء من سميع كريم وقادر بصير رحيم،

________________________________________________________

[1] - نعم، ان الصلوات التي تأتي بها الأمة على النبي عليه الصلاة والسلام تأمين لدعائه الذي كان يدعو به في مناجاته والتحاق به في ذلك الدعاء. حتي إن كل صلاة تصلى عليه بمثابة قول (آمين). كما ان كل صلاة وسلام يأتي بها كل فرد من افراد امته ودعاء الذين يتمذهبون بالمذهب الشافعي عقب الاقامة لهو تأمين عام لذلك الدعاء الذي يدعو به في شأن السعادة الأبدية..

والحاصل؛ ان النبي عليه الصلاة والسلام يطلب من الله تعالى البقاء الذي يريده البشر ويطلبه بلسان حال الفطرة بكل قوة. وان الذين تنوروا بنور الايمان من البشر يؤمنون خلفه. فهل يمكن ان لا يستجاب هذا الدعاء.[2] – نعم، لا يمكن بأي حال من الأحوال ان لا يكون اطلاع لمتصرف الكون الذي يديره عن شعور وعلم وحكمة كما هو ظاهر على أفعال احد خلقه الذي يشغل موقعا هاما.كما لا يمكن ان يكون لذلك المتصرف اطلاع على أفعاله ودعواته ثم لا يعتني به ولا يهتم لحاله. ولا يمكن لذلك المتصرف القدير الرحيم ان يهتم به ثم لا يقبل ادعيته.

نعم، إنه تبدل حال العالم بنور النبي عليه الصلاة والسلام وتبين حقيقة الإنسان والكون بذلك النور وترائت بأنها انما هي مكتوبات صمداية تقريء الأسماء الحسنى، وهم عمال موظفون وموجودات قيمة لها مغزى. ولولا ذلك النور لظل الكون في الفناء المطلق والعدم. ولم يكن له اي قيمة ومعنى، بل كان عبثا ولعبة للمصادفات ومستورا بظلمات الأوهام.

ولهذا السر يؤمن الناس لدعائه ويؤمن كل شيء من الفرش إلى العرش ومن الثرى إلى الثريا ويفتخر بنوره ويهتم بشأنه. ومن البديهي ان روح العبودية المحمدية هو الدعاء. حتى ان حركات الكون وخدمته نوع من الدعاء. كما ان تطور البذرة نوع من الدعاء تطلب من خالقها ان تكون شجرة. 

Hata Bildirim Formu
Sayfalar
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192193194195196197198199200201202203204205206207208209210211212213214215216217218219220221222223224225226227228229230231232233234235236237238239240241242243244245246247248249250251252253254255256257258259260261262263264265266267268269270271272273274275276277278279280281282283284285286287288289290291292293294295296297298299300301302303304305306307308309310311312313314315316317318319320321322323324325326327328329330331332333334335336337338339340341342343344345346347348349350351352353354355356357358359360361362363364365366367368369370371
Fihrist
Lügat