الكلمة العاشرة
مبحث الحشر
تنبيه
إن سبب كتابتي في هذه الرسالة (التشبيهات والتمثيلات) على صورة الحكايات، هو التسهيل. وأن أرى مدى معقولية الحقائق الإسلامية وتناسبها ومحكميتها وتساندها. ومعاني الصور هي الحقائق المذكورة بعدها وإنما تدل تلك الصور عليها يطريق الكناية. إذ ليست تلك الصور حكايات خيالية، بل إنما هي حقائق صادقة.
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحٖيمِ
﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِى اْلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِى الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (الروم: 50)
أيها الأخ! إن تريد ثبوت البعث والآخرة بأسلوب سهل وبطرز واضح يفهمه كل أحد حتى العوام، فاستمع معي إلى هذه القصة الخيالية وهي:
إن رجلين ذهبا إلى بلدة طيبة[1]فرأيا هناك كل أحد يترك باب داره ومتجره مفتوحاً على مصراعيه لا يعتني بحفظه، والأموال والنقود هنا ونهاك، لا حارس ولا رادع.. فجعل أحد هذين الرجلين يمدّ يد الخلسة والغصب إلى كل ما يريد، ويجتني من أانواع الظلم والسفاهة ما يلائم طبعه. وسكان البلدة لا يهتمّون لشأنه بتاتاً. فقال له صاحبه: لا تفعل هذا ستجازي على ما تصنع، وستجرني معك إلى الويلات والمصائب، حيث إن هذه الأموال أموال الدولة،
_______________
[1] - إشارة إلى هذه الدنيا.