الإشارة الخامسة: اتفق الأصدقاء والأعداء على أن الأخلاق التي كان يتخلق بها في أعلى الدرجات، وأن سجاياه السامية في وظيفته وتبليغه في أسمى الدرجات كما تشهد بذلك معاملاته، وأن خصاله الحميدة في أكمل الدرجات كما تشهد بذلك محاسن الدين الإسلامي لا يرتاب في هذا أحد من أهل الإنصاف والدقة.
الإشارة السادسة: إن الألوهية لما أرادت التظاهر بمقتضى الحكمة أبدى الذات الأحمدية عليه الصلاة والسلام في مقابلته بأعلى عبوديته بصورة جلية.
وإن خالق العالم لما طلب بمقتضى الحكمة والحقيقة أن يرى جماله الذي هو في نهاية الكمال كان أحسن من يريه ويعرفه كما هو بديهي الذات المحمدية عليه الصلاة والسلام.
وإن خالق العالم لما أراد أن يجلب الأنظار بمقتضى حكمته بواسطة إلى صنعته الكاملة التي هي في نهاية الجمال، وأن يشيرها كان أحسن من يريه ويعرفه بالبداهة هو الذات المحمدية عليه الصلاة والسلام.
وإن صانع العالم لما أراد أن يجلب الأنظار إلى صنعته الكاملة التي هي في نهاية الجمال وأن يشهرها بأعلى صوت من يعلن ذلك بأدنى الصوت ذلك الذات.
وإن رب العالمين لما أراد إعلان وحدانيته في طبقات الكثرة كان أعظم من يعلن مراتب التوحيد بالدرجة العظمى هو الذات الأحمدية بالضرورة.
وإن صاحب العالم لما أراد بمقتضى الحقيقة والحكمة أن يرى ويرى في شتى المرايا حسن ذاته ومحاسن جماله ولطائف حسنه الغير المتناهية كما يشير إلى ذلك جمال آثاره الذي لا حد له كان أحسن مرآة ترى تلك المحاسن ويحبها ويحببها إلى الغير هو ذلك الذات بالبداهة.
وإن صانع قصر العالم لما أراد إظهار خزائنه الغيبية المملوءة بخوارق المعجزات والجواهر القيمة وتشهيرها وتعريف كمالاتها وإعلامها بها كان أعظم من يشهرها ويصفها ويعرفها هو الذات المحمدية عليه الصلاة والسلام.
