اكرام إلهي وأثر عناية ربانية

أقول هذا آملاً أن يكون مصداقاً لمضمون ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى: 11) فأذكر أثر عناية الحق ورحمته في تأليف هذه الرسالة، حتى ينظر إليها القراء بنظر الجد والالتفات وهي:

ما كان يخطر ببالي أن ألف هذه الرسالة حيث إنه كتب حول موضوع الرسالة الأحمدية المقالة الحادية والثلاثين والمقالة التاسعة عشر، وإن قوة حافظتي قد خمدت بسبب المصائب والنوازل التي حلت بي كما أنه لم يمكن في الطريق الذي اختطه لنفسي النقل عن الغير (بقال وقيل) ولم يكن عندي أي كتاب من كتب الحديث والسير. ولكنه خطر فجأة ببالي ما ساقني إلى كتابتها. فابتدأت بها قائلاً: توكلت على الله! فوفقت على ذلك فاعانتني حافظتي أكثر من حافظة (سعيد الأول) فصرت استنسخ في ظرف كل ساعتين أو ثلاث ساعات تقريباً حوالي أربعين صحيفة حتى إنه كتب في ظرف ساعة واحدة حوالي خمسة عشر صحيفة. وفي الأكثر كان النقل من كتاب البخاري ومسلم والبيهقي والترمذي والشفاء وأبي نعيم والطبري وأمثالها من الكتب، وكان قلبي يرتعد خوف وقوع الخطأ في نقل الأحاديث فأكون آثماً، إلا أنني أيقنت بأن العناية الإلهية أدركتني، وأنه يوجد احتياج لهذه الرسالة. وإن شاء الله تعالى كتبت كتابة صحيحة. وإذا كان أي خطأ في ألفاظ الحديث أو في اسم الرواة فأرجو من الإخوان أن يقابلوها بالعفو والمسامحة وأن يصححوها.

سعيد النورسي