فكان سبباً لإيمان بعض الناس. وهكذا بشارة الكواهن والهواتف مشهورة وكثيرة.

وكما سمع من الكهان والهواتف خبر مجيء النبي r كذلك سمع من جوف الأصنام وذبائح النصب. ومن جملتها أن صنم قبيلة مازن نادى فقال: «هذا النبي المرسل جاء بالحق المنـزل»[1] فاخبر عن الرسالة الأحمدية.

وأيضاً، إن سبب إسلام عباس بن مرداس هذه الوقعة المشهورة وهي: أنه كان له صنم يسمى بـ(ضمار) فقال يوماً: «اودى ضمار وكان يعبد مدة قبل البيان من النبي محمد».[2]

وقد سمع عمر t قبل إسلامه صوتاً من الذبيحة التي قدمت للصنم تقول: «يا آل الذبيح أمر نجيح رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله».[3]

وقد وجد كذلك في الحجارة وعلى القبور هذه العبارة بالخط القديم: «محمد مصلح أمين» نعم، وجدت هذه العبارة «محمد مصلح أمين» والمقصود منها هو النبي r لأنه لم يكن قبل ذلك من يسمى بمحمد سوى سبعة رجال. ولم يكن أحد منهم حرياً بهذا الوصف المصلح الأمين بأي جهة. [4]

القسم الثالث: من الإرهاصات ما ظهر من الآيات والحوادث عند مولده حيث كانت الولادة عاملاً في ظهورها.

وقد كانت هناك حوادث قبل البعثة كانت كل منها معجزة وهي كثيرة. ونذكر منها عدة أمثلة مشهورة قبلها ائمة الحديث وثبتت صحتها:

[1]  - البيهقي، دلائل النبوة: 1/118 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 8/247 ، ابو نعيم، دلائل النبوة: 1/115[2]  - ابو نعيم، دلائل النبوة: 1/118 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 8/246-247[3]  - علي القارئ، شرح الشفاء: 1/749 ، انظر صحيح البخاري، مناقب الانصار: 35[4]  - ابن سعد، الطبقات الكبرى: 1/169 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/201