. حتى إن كسرى لما رأى الرؤيا التي هالته وانشق شرفات أيوانه الأربع عشر وسقطت. بعث عالماً اسمه (مويزان) ليسأل سطيحاً عن حكمة ذلك فأرسل إلى كسرى بأنه «سيحكم فيكم أربعة عشر ملكاً. ثم بعد ذلك سيكون من يعلن دينه فيكون سبباً لزوال دينكم ودولتكم» فأنت كما ترى ينبأ سطيح بصورة واضحة عن مجيء نبي آخر الزمان.[1]

وقد أخبر سواد بن قارب الدوسي وخنافر وأفعا نجران وجذل بن جذل الكندي وابن خلصة الدوسي وفاطمة بنت النعمان النجارية ومن يضاهيهم من الكهان المشهورين كما فصله كتب السير والتاريخ عن مجيء نبي آخر الزمان وأنه محمد r.[2]

وغن سعد بن بنت كريز من أقارب عثمان t قد تلقى بطريق الكهانة خبر نبوة النبي r وقد أشار على عثمان t بالإيمان في أول ظهور الإسلام فقال له: انطلق إلى محمد r وآمن به.. فانطلق عثمان إليه وآمن به. وقد بين سعد هذه القضية فى شعر له فقال:

هدى الله عثمان بقولي إلى التي      بها رَشْدُه والله يهدي إلى الحق[3]

وكذا أخبرت الهواتف الجنية مثل الكهان مراراً وتكرراً عن مجيء النبي r

منها؛ إنه قد هتف يوماً هاتف جنّي على ذياب ابن الحارث بقوله:

يـا ذياب يـا ذياب     اسمع العجب العجاب

بعث محمد بالـكتاب    يدعـو بمكة فلا يجاب[4]

فكان سبباً لإسلامه وإسلام غيره.

ومنها؛ إن هاتفاً جنياً نادى سالم بن قرة الغطفانية بقوله:

جاء الحق فسطع     ودمر باطل فانقمع[5]

_____________________________________________________________________________

[1]  - ابن هشام، السيرة: 102/15 ، القاضي عياض، الشفاء: 1/320[2]  - البيهقي، دلائل النبوة: 2/248 ، الهيثمي، مجمع الزوائد: 8/248-249 ، ابن كثير، البداية والنهاية: 2/333[3]  - ابن حجر، الاصابة: 4/327-328 ، ابو نعيم، دلائل النبوة: 1/108[4]  - ابن الأثير، أسد الغابة: 2/167 ، ابن حجر، الاصابة: 1/481 ، البيهقي، دلائل النبوة: 2/259[5]  - علي القارئ، شرح الشفاء: 1/748